المنهج الامريكي الجديد.. للمسلمين ...

يوم الاثنين الماضي ذكرت صحف امريكية ان وزارة الدفاع الامريكية التي تقود سياسة واشنطن في المرحلة الراهنة، كلفت الجيش الامريكي بتمويل مدارس اسلامية، ويأتي ذلك بعد ان اعلن لاري فيشر الناطق الرسمي باسم البيت الابيض، بعد المحادثات بين الرئيس بوش ورئيس حزب العدالة الاسلامي الفائز في الانتخابات التركية الاخيرة رجب الطيب اردوغان، ان حزب العدالة يمثل 'الاسلام الجيد' وهكذا قررت امريكا ما هو الاسلام الجيد والاسلام غير الجيد، رغم انها لم تفسر لنا ما تقصده.
وما ينشر علي الملأ هو بداية خيط، اما التفاصيل الواقعية فتكشف عنها اوساط سياسية ودبلوماسية واعلامية في واشنطن، من خلال اتصالاتنا بها، وهي تنبيء بوجود مخطط امريكي جديد للمنطقة.
وهذا المخطط الذي ننقله بدون تذويق او اضافات يؤكد ان امريكا ستضرب العراق لا محالة، وستحتل العراق لا محالة، ومهما كانت الظروف، وحتي لو لم تجد فرق التفتيش الدولية حجرا يمكن استخدامه في قتال. والسبب كما تقول المصادر ليس البترول، فالنفط في النهاية يصل الي الاسواق وفي مقدمتها السوق الامريكية، بل لأن العراق يشكل حالة استثنائية لفرضه كنموذج لتطويع الدول العربية ولاسلوب فرض السلطة وشكل نظام الحكم. كما انه سيكون مطلوبا من النظام الجديد الذي سيقوم في ظل الاحتلال الامريكي للعراق، ان يعترف باسرائيل اعترافا كاملا ويقيم معها علاقات سياسية واقتصادية، مما سيشكل ضغطا علي دمشق وبيروت والدول الخليجية لتقييم علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني، قبل البحث جديا في اي مشروع للسلام سواء كان مشروع 'الطريق الواضح' او غيره من المشاريع والسبب كما تقول المصادر ان الايديولوجيين اليمينيين في الحزب الجمهوري الحاكم في الولايات المتحدة، توصلوا الي قناعة وهي ان افغانستان كانت علي امتداد تاريخها ارضا للصراعات العرقية والقبلية، وان نسبة الاستقر ار فيها كانت تحددها قدرة حكام كابول علي اقامة توازنات قبلية او ارضاء وجهاء القبائل، ولكن علي امتداد اكثر من 100 سنة من النزاعات، ظلت الصراعات القبلية قضية افغانية محلية، الي ان جاء العرب واعطوا الافغان بعدا جهاديا اسلاميا، مما شكل ارضية لما يسمي بالاجواء الارهابية واطلق فكرة الأممية الاسلامية.
واضافت المصادر ان نفس هؤلاء المحللين في الحزب الجمهوري يعتبرون في المقابل ان التدخل الامريكي المبكر في البوسنة حال دون تحولها الي افغانستان ثانية، كقاعدة للارهاب ذي الغطاء الاسلامي في القارة الاوروبية وبنفس المنظار يعتبر هؤلاء ان ما يجري في الشيشان الآن هو صورة مصغرة لما كان في افغانستان، ولكنه موجه هذه المرة ضد الروس. وخلافات الشيشان مع موسكو كانت موجودة ايام الاتحاد السوفيتي غير ان التحالفات الشيشانية  العربية حولت طبيعة المواجهة الي الارهاب.
وحسب هذه المصادر، فان المحللين الجمهوريين الامريكيين يعتبرون ان وصول العرب الي افغانستان والشيشان، وكذلك باكستان وماليزيا واندونيسيا هو الذي كون نواة ما يسمونه الارهاب الاسلامي الاممي.
ومن هنا، حسبما تقول المصادر فان وضع امريكا يدها علي العراق باعتباره الحلقة الاضعف الآن سيفتح الباب امامها لفرض منهجيتها الجديدة، نظرا لوجود العراق علي حدود الخليج وفي جوار سوريا والاردن وتركيا وايران. وهذه المنهجية ستسعي لتحقيقها عن طريق 3 محاور: المناهج التعليمية، الاجهزة الاعلامية، والمداخلة في اصول الدين.
وتفسر المصادر بأن الاجهزة الامريكية وضعت خطة اعلامية شاملة، تتضمن اقامة مؤسسات اعلامية ضخمة ومتكاملة تعمل برؤية وبأسلوب الجرعات علي تغيير الصورة الامريكية وتكوين رأي عام مؤيد لامريكا، وتشمل الخطة ايضا دفع مكافآت ضخمة لصحفيين عرب والتعاون مع مؤسسات اعلامية عربية، بينما الهدف من التدخل في المناهج التعليمية، الابتعاد عن المواد الصدامية الثقافية او الدينية او التاريخية، مع التأكيد علي ثقافة المهادنة والسلام واهمية التعاون بين الشعوب، والتقليل من اهمية القضايا الخلافية.
ولكن الاخطر في هذا المشروع، حسبما يفهم من المصادر هي المداخلة الامريكية في اصول الدين، ولهذا ينظر هؤلاء الي الاشادة الامريكية وعلي اعلي مستوي بما يسمونه في واشنطن بالاسلام التركي، نظرة اشمل من ان تقف عند حدود الاشادة. وتقول المصادر ان نموذج حزب العدالة التركي هو الذي يجب ان يطبق في الدول العربية خاصة والدول الاسلامية عامة.
وللعلم، فان حزب العدالة التركي يدعو لفتح باب الاجتهاد وتفسير القرآن الكريم وفق مفهوم العصر، و'تنقية' كتب الفقه والحديث، بما في ذلك اعادة تقييم الاحاديث النبوية بالمنهج العقلي. وترك حرية الاجتهاد بحيث يختار كل انسان طريقه في الحياة حسبما يراه وحسبما ينسجم مع روح العصر وهو اسلام يمنع اتخاذ موقف من القضايا المصيرية والحساسة ويقتصر بشكل عام علي العبادات وبعض المباديء الاساسية في السلوك الاجتماعي.
ولا نريد ان نستفيض في ذلك، وانما يمكن العودة الي ادبيات حزب العدالة التركي، غير ان قضيتنا الاساسية هي ان المخطط موجود وقيد التنفيذ كما تؤكد المصادر في واشنطن، والخطورة في المخطط الامريكي الجديد، انه يستمد جدواه مما جري في اعقاب الحرب العالمية الثانية، عندما نجحت امريكا في تحويل اكبر عدوين لها وهما: المانيا واليابان، الي حليفين يسيران علي النهج الامريكي، رغم الدمار الهائل الذي حل بهما. والآن فإن ايديولوجيي الحزب الجمهوري يعتبرون احداث 11 سبتمبر 'ايلول' في واشنطن ونيويورك، تكرارا لهجوم بيرل هاربور الذي ادخل امريكا في الحرب العالمية الثانية. ولكن الحرب هذه المرة ضد مفهوم الارهاب الذي يلصقونه بالاسلام، والذي يتهمون العرب بأنهم اساسه ونواته، والانتصار في هذه الحرب يستوجب تحطيم الطرف الآخر الذي هو نحن، ليس بمهاجمته دولنا، بل بارهابنا واخضاعنا عن طريق احتلال العراق وزرع نظام نموذجي لها فيه.
وما تتحدث به الاوساط السياسية في واشنطن همسا، نقدمه للقاريء بدون زيادة او نقصان، ونعرضه بصراحة لنكون علي بينة بما يخطط للدول العربية والاسلامية.
اننا نواجه الآن اخطر التحديات في تاريخنا، فنحن لسنا مهددين بفقدان اراضينا او استقلالنا بقدر ما نحن مهدين بفقدان شخصيتنا وثقافتنا وحضارتنا. انهم في واشنطن يسعون لاعادة تكويننا وبرمجتنا بما يخدم مصالحهم ويحقق لهم الهيمنة علي العالم، وفرض انفسهم كمعلمين للديمقراطية والحرية، وما علي العالم الا ان يسير علي نهجهم.
واذا كان الخطر واضحا لنا، فلن يسامحنا احد اذا ما تهاونا في درء الخطر عن انفسنا، والمطلوب ليس جهدا عسكريا بقدر ماهو اصرار علي المواقف المبدئية برفض اي مشروع مشبوه للعراق، وثانيا بإعادة بناء شخصيتنا الذاتية بمكوناتنا المتوارثة، بدون تطرف او تعصب، وهي مهمة يجب ان يتعاون فيها الجميع، من المفكرين والعلماء الي السياسيين.
فهل ستتمكن دولنا، او بعضها من مواجهة هذا المخطط بحكمة وحسن تصرف بعيدا عن الانفعال الذي يضر ولا يفيد؟ ام ان امريكا ستنجح في البلاد العربية والاسلامية نتيجة لصدمة 11 سبتمبر 'ايلول' كما نجحت في بلاد النازية والشمس المشرقة بعد الحرب العالمية الثانية نتيجة صدمة بيرل هاربور؟ هذا هو السؤال.
وانها معلومات نضعها بين يدي القاريء ليقول كلمته.

شكرا علي الموضوع

مشكورررررررررررررر

thanks 4 your topic

رائع جدااااااااااا

شكرا علي الموضوع