الجبابرة في التاريخ ...

[b]بين الاقوام الجبارين الذين هلكوا في التاريخ ذكر القرآن قوم عاد وأسماهم 'عادا الاولي' في سورة النجم.. اشارة الي أقوام يأتون بعدهم يطاولونهم في الشر والعدوان.. تقول الآية
'وأنه أهلك عادا الأولي' '50 النجم'.
وفي سورة الشعراء يعاود رسولهم 'هود' ذكر المزيد من اوصافهم فيقول لهم في تساؤل واستغراب.. في آيات تروي حكايتهم.
'أتبنون بكل ريع آية تعبثون' اشارة الي الابراج والقلاع التي كانوا يبنونها.. 'والتي عثر علي بقاياها بالفعل في حفائر' الربع الخالي 'في جنوب شبه الجزيرة السعودية' وهي منطقة الرمال المتحركة التي كانت تبتلع الارجل التي تحاول الغوص فيها.. وكانت تعتبر مناطق خطر محظورة.. ومازالت حرما محظورا.
كان هناك اذن مثيل تاريخي قديم لأبراج 11 سبتمبر تحت الرمال.. وكان هناك قوم أولو علم.. هلكوا وبادوا 'اتبنون بكل ريع آية تعبثون.. وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون.. واذا بطشتم بطشتهم جبارين فاتقوا الله واطيعون واتقوا الذي امدكم بما تعلمون'.. لقد كانوا اذن اهل صناعة وعلم.
والآيات تروي بالتحديد انهم كانوا اهل علم وارباب صناعة متقدمة وانهم كانوا اهل بطش وجبروت.. وكانوا يقومون بأبحاث لإطالة العمر 'وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون'.
وكان هدفهم دائما المزيد من القوة والجبروت والمزيد من السيطرة والعلو والبطش والسلطان.
وقد حار المفسرون القدامي في كلمة 'مصانع' واختلفوا وتاهوا في معناها.. فما كانت هناك 'مصانع' في ايام الجاهلية.. وفاتهم ان القرآن جاء ليحكي عن كل عصر بلغته ومصطلحاته.. وان المصانع هي نفس المصانع التي نصنع فيها احتياجاتنا الآن.. ولكل عصر احتياجاته وادواته واختراعاته.. ولن يكون قوم عاد هم الاقوام الوحيدين الذين اهلكهم تقدمهم وقساوتهم وغرورهم.. بل ان التاريخ يجري في دورات وهو يعيد نفسه.. فأين الروم واين الفرس واين الهكسوس واين التتار واين الفراعنة العظام الذين رفعوا تلك الاهرامات العملاقة.
وكيف رفعوا تلك الحجارة بوزن تسعين طنا للحجر الواحد بدون روافع ولا اوناش كهربائية وكيف رفعوا سقف غرفة الفرعون وهو كتلة واحدة من الجرانيت من المستحيل رفعها بالوسائل البدائية التي يذكرونها في كتب الآثار.. لقد كانوا يمتلكون علوما ووسائل واساليب لانعرفها.
اين هؤلاء العماليق الآن.. انهم تحت التراب.. بادوا.. وهلكوا.. وجاء بعدهم عماليق غيرهم.. والتاريخ يحتشد بحكايات هؤلاء الجبارين الذين هلكوا الواحد بعد الآخر ولم يبق منهم الا آثارهم.. ولا أحد يعتبر.. ولا احد يتعلم.
وامريكا الان تحشد قواها العملاقة لضرب العراق.. رغم فتحه لكل مصانعه للتفتيش.. وهي تهدد وتتوعد.
هل تتكرر القصة..!!؟؟
لقد حدث لي منذ ايام وانا انزل درجات السلم مهرولا ان اصطدمت برجل يتوكأ علي عصا وبادرت بالاعتذار وقال الرجل وهو ينظر في عيني.. ألا تعرفني.. ورحت ادقق النظر في وجهه وانا اراجع ذاكرتي عبثا.. وقال الرجل وهو يتساند علي عصاه.. انا بطل العالم في الملاكمة لسنة كذا.. ورحت انظر مشفقا في البقايا التي امامي.. واعتذر بشدة.. هكذا الدنيا.. العمالقة يشيخون.. والاقوياء يضعفون.. والابطال يتهدمون.. والشموس تغرب.. والنجوم تأفل.. ومن يطول اعمارهم يبدأ حسابهم في الدنيا.. ويبدأ دفع الفواتير مقدما وبعد الموت لامهرب.. ولا علم يجدي ولا وساطة ولاشفاعة.. وشفيعك الوحيد هو عملك، ولايملك الانسان في حقيقة الامر إلا عمله.. وعلي هذا العمل سوف يحاسب.
يقول ربنا في محكم قرآنه:
'وان ليس للانسان إلا ما سعي.. وان سعيه سوف يري.. ثم يجزاه الجزاء الاوفي'.
والمعني انه ليس للانسان إلا عمله.. ويؤكد القرآن ان الشفاعة هي لله جميعا.. وان الحكم له وحده لامعقب لحكمه.. ويقول ربنا لرسوله:
'قل لله الشفاعة جميعا' القرآن يأمر الرسول بأن يبلغ هذه الحقيقة لكل اتباعه.. وان يبلغ ان المغفرة من شأن الله وحده هو وحده الذي يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء.
وذلك حق لله وحده لأنه العليم بخفايا النفوس.. وليس لمخلوق في هذا الامر مدخل.. الله وحده هو الذي يملك العلم الشامل المحيط بدخائل النفوس وخفايا القلوب.. وهو الذي استأثر بهذا العلم وحده.. وهو صاحب الامر والحكم فيه.
والتطاول علي الله والزعم بأن الملائكة يشفعون.. هو تطاول علي القرآن نفسه فالقرآن يقول عنهم انهم 'لايشفعون الا لمن ارتضي'.. اي لمن سبق رضا الله عنه.. والمعني ان الملاذ هو الله ولاسلطان لأحد سواه فليس بعد علم الله علم.. والله واحد وليس له شريك وليس فوق ارادته ارادة.. تلك زبدة القرآن وخلاصته.. واي مزايدة في هذا الامر كفر.
ونحن نزايد علي بعضنا بعضا في الدنيا.. وحكام العالم يزايدون علي بعضهم البعض في الاحكام ويحاول الجبارون عبر التاريخ ان ينفرد كل واحد منهم بالحكم.. ونحن نشهد الآن هذه المزايدة.. في العراق وتعلو الاصوات من حولها في كل مكان بالعالم.. ويقيني ان الامر سينتهي الي كارثة محققة.
وان ما قاله ربنا في سورة النجم 50 'وانه اهلك عادا الأولي'
هو اشعار خفي بقدوم عاد الثانية.
واشفق علي العالم من هذه الرؤية
وارجو ان يكذب ظني وان يخطيء تفسيري.. فالنتائج هذه المرة ستكون كارثية بجميع المقاييس.. ولن يسلم احد.
ولن تنجو عاد الثانية بجبروتها بل ستكون اول الهالكين.
ولاتسألوا كيف؟ فنحن نموت جميعا بكيف وبلا كيف وبمرض وبلامرض وبحروب وبدون حروب.
واين القرون المتطاولة من عهد آدم.
وهل يحتاج ربنا الي سبب وهو مسبب الاسباب وصانع الاقدار..؟!! وهو الذي يميت بكلمة ويحيي بكلمة.

[/b]

شكرا علي الموضوع

مشكورررررررررررررر

thanks 4 your topic

مشكورررررررررررررر

شكرا علي الموضوع